يوم ميلادي..

ذكرى ميلادي لهذه السنة مختلفة تماماً (محرم ١٤٤٣هـ)، فالتاريخ فاخر ومميز، لقد أصبحت أنضج وأجمل، مرت سنوات تعلمت فيها الكثير ومررت بتجارب مثرية جداً. يُصادف أنني وُلدت يوم الثلاثاء ٩ محرم ١٤٠٣هـ ، وفي هذه السنة قررتُ أنا وصديقتي سفانة البار – وفي رواية أخرى أُسميها (قدَري) – وهي من مواليد ١ محرم ١٤٠٣هـ أن نحتفل سوياً في يوم محايد في شهر محرم بهذه المناسبة.

 

ولا أخفيكم ردود الأفعال المختلفة عند سماع المناسبة، فقد تفاجأ البعض منها ومن فرحتي بها، وآخرون أعزوا تلك الفرحة إلى أنني لم يسبق لي أن احتفلت قبل ذلك، حتى مر سريعاً عليهم شريط حياتي الحافل الحمد لله، مع أنني سبق واحتفلت بميلادي الـ 25، أسميته وقتها “ميلاد ربع قرن” وقد كان احتفالاً بسيطاً جداً.

 

ولكن أعتقد أن هذه المرحلة مهمة وذهبية لعدة أسباب، خاصة بعد تشكيل معظم قناعتنا وشخصياتنا، بعد فهمنا أننا عابرون في هذه الحياة وأن كل ما يمر بنا هي تجارب حقيقية لاكتشاف من نحن وما هي مبادئنا وقناعاتنا، لذلك لا أحتفل بميلادي الأربعين لأبهر أي أحد أو أن أبعث رسالة مبطنة لأي أحد، فأنا وصديقتي فقط “فرحانين بنفسنا ونبغى نحتفل” وهذا سبب كافي لنا حتى لو لم يُشبع فضول أي أحد.

 

بدايةً اخترنا قاعة في إحدى الفنادق في جدة بحيث نتقاسم عدد الحضور نظراً للعدد الأقصى المسموح به بسبب احترازات الجائحة، ولكن المثير في حكايتنا أنه بمجرد التصريح بسبب المناسبة والمكان عند التجهيز للحفل من الديكور وغيره فإن أسعار العروض تقفز إلى الضعف وأكثر قليلاً، باعتبار أن هاتين السيدتين الأربعينيتين قد بلغتا من العمر ومن الثروة ما بلغتا لدرجة البذخ والاحتفال بيوم ميلادهما في قاعة فندقية لخمسين شخصاً. لذلك قررنا أن (الهياط لا يليق بنا) وأننا نرغب في يوم حميمي يجمع صديقاتنا المشتركات والمقربات جداً. وللعلم فإن سفانة هي صديقتي من السنة الأولى بالجامعة في 2001، وقد عملنا في أكثر من منشأة لسنوات، لذلك بيننا من الصداقات والمواقف والذكريات المشتركة الكثير.

 

لذلك احتفلنا في يوم الجمعة 19 محرم في كوخ ريفي في مكة بحضور 15 شخصاً فقط، كان يوماً حميمياً ومبهجاً جداً، وبرغم من أن شخصياتنا مختلفة تماماً وكذلك اهتماماتنا في الحياة وطريقة استجابتنا لكل شيء فإننا نتفق كثيراً أو لعلنا نحب بعضنا كثيراً للدرجة التي ننسجم بها ونقبل بعضنا الآخر، ولعل من أهم الأشياء التي نحبها جداً وتميزنا جداً.. هي حبنا للون الأصفر..

 

لذلك كان اللون الأصفر بارزاً جداً في يومنا المميز، والمثير للانتباه أن هذا اللون إما أن يحبه الأشخاص أو يبغضونه تماماً، لا منتصف مع بهجة اللون. لذلك واجهتنا استنكارات كثيرة أثناء التحضير فمنهم من يطلب أن نكسر اللون، ومنهم من يخبرنا أنه لا يحب فريق الاتحاد، ومنهم من يسألنا لماذا هذا اللون بالتحديد، أذكر أنني أجبت مصمم الديكور أثناء اختيارنا للشجرة الصفراء عندما اقترح إضافة لون آخر مع الورد الأصفر.. أجبته: إنني أرغب أن تكون كامل الشجرة صفراء وكثيفة بحيث أن من يراها (عيونه تعوره).. عندها رمقني بنظرة استنكارية جداً. وحتى عند شرائي للقماش الأصفر لخياطة فستان الحفلة استنكر القمّاش من حدة اللون وأنه أصفر بالكامل ولكن عندما أخبرته أنها حفلة تنكرية الهدف منها (الغرابة) علق ضاحكاً: (إذا كدا معاكِ حق …)

 

طلبنا من صديقاتنا أن يرتدين الأبيض بما أننا سنرتدي الأصفر، قمنا بتوزيع كمامات صفراء وبروشات على شكل الوردة المعتمدة في ديكور الحفل حتى نأخذ صورة تذكارية، كذلك قمنا بكتابة عبارات هزلية وأخرى جدية كنصائح من خلال تجربتنا في الحياة، واستمتعنا جداً بكل لحظة.

 

    أدون قصتنا هذه من باب الدعوة للفرح والدعوة للاحتفال بأي إنجاز أو مناسبة تدخل البهجة إلى نفوسنا، فأنا فخورة جداً بما أنجزته وبما تعلمته خلال هذا المشوار، وأدعو الله أن يرزقني الصحة ويبارك لي في عمري القادم حتى أترك أثراً في هذه الحياة، كما أدعو الله أن يبارك في أهلي وسندي وفي صداقاتي، وامتناني العميق لكل من شاركنا هذه الليلة وتفاصيلها.

 

أترككم مع بعض الصور حتى تشاركونا بهجة اللون..

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

No Comments Yet

Leave a Reply

Your email address will not be published.

لمتابعتنا
Join our list

Subscribe to our mailing list and get interesting stuff and updates to your email inbox.

Thank you for subscribing.

Something went wrong.

يوم ميلادي..